جلست الى جوار سيدة تقارب على الخامسة والخمسون من عمرها وتردى عباءة سوداء وكنت من ركاب الدرجة الاولى الفاخرة نظرا لعملى يتطلب هذا
البرستيج وكنت اجلس الى جوار النافذة طلبت منى هذه السيدة ان تجلس مكانى الى جوار النافذة لم امانع فانا دائما اركب الطائرة واجلس كثيرا الى جوار النافدة ولم اجدحرج او مانع قمت مبتسمة واجلستها فى مقعدى وجلست فى مقعدها وقامت الطائرة محلقة فى السماء وانا اجلس اتابع اعمالى على جهازى ولكن بعد مرور ساعة نظرت الى هذه السيدةوجدتها تزرف المع وتحاول جاهدة ان تتوقف حتى لايراها احد نظرت على استحياء ولم اطيل النظر حتى لا ازيد منه عذاباتها
وعندما تقدم بنا والوقت قل لها لنا عاوزة اسئل ياتنت انتى ليه حزينه تبسمت وامسكت بالجوال خاصتها وارتنى صورة شاب جميل وارتنى صورته وهو طفل سبحان الله ايه فى الجمال وبدئ ترد قصتها وتقول ده محمد ابنى فى نهائى هندسة انا ووالده بيعنا الارض وحضرنا الى القاهرة علشان يكما تعليمه هو وحيد على اربع اخوات بنات
واخذت ترينى فى صوره وانا افكر ولا اريد ان اقاطعها كل ما جال بخاطرى ان ولدها تركها ووذهب الى البلد اللتى هى ذاهبة اليها
ولكن بعد انهت البوم الصور قالت لى ابنى ده وهو راجع من الامتحان حصلت له حادثة وتوفى فور وصوله للمشفى تسمرت عينانى وتجمد الدم فى عروقى لم ادرى ماذا اقول لها ولقد صغرت الدنيا فى عينى وضاقت بما رحبت وشعرت اننى اريد العودة الى القاهرة فى الحال لاضم ولدى الى حضنى واشعره بحنانى واضحك معه واضمه الى بشدة
اه كم الدنيا تعطينا مزايا ونعم ونضيعها فى الهث وراء السراب هذا ما شعرت به ولم اتمالك دموعى وننساقط على وجنتى وكل ما قررت انه فور عودتى للقاهرة سوف اقدم على اجازة مفتوحة لكى ارتب اوراقى واعرف ماهى اولوياتى لقد علمت متى تتوقف السعادة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق