صفة الكرم والجود هى صفة اصيلة عند العرب منذ البداية وجاء الاسلام وحث على هذه الصفة وافاض فى من يتبعها بالحسنى وضرب رسول الله مثل للكريم والبخيل ونتاج عملهما ويعود على كلا منهما بشكل بسيط وسهل عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُنْفِقِ؛ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ مِنْ ثُدِيِّهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا، فَأَمَّا الْمُنْفِقُ فَلا يُنْفِقُ إِلا سَبَغَتْ أَوْ وَفَرَتْ عَلَى جِلْدِهِ حَتَّى تُخْفِيَ بَنَانَهُ, وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ، وَأَمَّا الْبَخِيلُ فلا يُرِيدُ أَنْ يُنْفِقَ شَيْئًا إِلا لَزِقَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَكَانَهَا, فَهُوَ يُوَسِّعُهَا ولا تَتَّسِعُ) متفق عليه، وهذا لفظ البخاري.
ولن ادخل فى تفاصيل الحديث يشرح نفسه ولكن بعض المعانى المفسرة الجبتان مفردها هنا جبة وهى ثوب مخصوص وغالبا الدرع الذى يحمى الانسان من ضربات السيف او ثوب جميل وحلة ثُدِيِّهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا وهو الثدى والترقوة وهى عظمة عند الرقبة (سَبَغَت): امتدَّت وغَطّت. (تَعْفُو أَثَره): تعفو بمعنى الستر ومن جميل ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا الأمر: أن الخير لن ينمو إلا بترك الشر، والزرع لا يزكو حتى يُزال عنه الدَّغَل -النباتات الطفيلة التي تنمو حول الزرع- فكذلك النفس والأعمال، لا تزكو حتى يزال عنها ما يناقضها، ولا يكون الرجل متزكياً إلا مع ترك الشر، فإنه يدنس النفس ويدسيها، أي: يذلها ويحقّرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق